من هو علي بن أبي طالب؟ علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلتقي معه في الجد الأول عبد المطلب، سمّته أمه أسد، على اسم والدها أسد بن هاشم. وكان والده أبو طالب غائبًا فلمّا عاد لم يعجبه الاسم، فغيّره لعليّ، وكان -رضي الله عنه- يكنّى بعدة كنى، منها: أبو الحسن نسبةً لابنه الأكبر الحسن وهو من ولد فاطمة سيدة نساء العالمين، وله كنية أبي تراب أيضًا، كناه بهذه الكنية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك للأثر الوارد أنّه -صلى الله عليه وسلم- ذهب لبيت فاطمة وعلي -رضي الله عنهم- فلم يجد عليًا -رضي الله عنه- فسأل ابنته فاطمة عنه، فذهب نحوه فوجده مضطجعًا وكان قد سقط الرداء عنه فأصابه التراب رضي الله عنه، فمسح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التراب عنه، وقال له قم يا أبا تراب، ويكنى أيضًا بأبي القاسم الهاشمي، وأبي السبطين. نشأة علي بن أبي طالب أين نشأ علي بن أبي طالب؟ ولد عليّ -رضي الله عنه- قبل البعثة بعشر سنين، تربى في كنف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم يفارقه،والسبب في ذلك أنَّ قريشًا في ذلك الزمن كانت قد أصابتها شدة وأزمة شديدة، وكان لدى أبي طالب أبناء كُثُر، فطلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عمّه العباس أن يخففا عن أبي طالب وكان العباس ميسور الحال، فذهبا لأبي طالب ليخففنا عنه من أبنائه حتى تزول الشدة التي حلّت بقريش، فأخد العباس جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنهما- وأخد النبي -صلى الله عليه وسلم- عليًّا، فبقي جعفر عند العباس حتى أسلم، وبقي علي عند الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى أسلم واتّبعه. إسلام علي بن أبي طالب هل أخبر علي بن أبي طالب أبا طالب بإسلامه؟ رأى الصحابي الجليل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ابن عمه رسول الله -صلى الله عليه وسلم وزوجته خديجة -رضي الله عنها- يصلّيان، فسألهما عمّا يفعلانه، فأجابه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنّ هذا الدين الذي اختاره لنفسه، وبه بُعث الأنبياء من قبل، ودعاه -صلى الله عليه وسلم- لاعتناق الدين، فطلب عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- بأنْ يسأل والده أبو طالب، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك وطلب منه بأن يبقى هذا الأمر سرًّا سواء أيريد اتّباعه أم لا، فمكث عليّ -رضي الله عنه- تلك الليلة يفكر في الأمر، فأصبح ذاهبًا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يطلب منه دخول الإسلام واتّباعه. فكان أول من يسلم من الصبيان، وكتم إسلامه عن أبيه، وبقي يأتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على خوف من أبيه. زواج علي بن أبي طالب من ابنة النبي متى تزوج علي بن أبي طالب من فاطمة؟ تردد علي بن أبي طالب في خطبة فاطمة من ابن عمه -صلى الله عليه وسلم- فليس عنده ما يملكه، فحثته على الذهاب مولاة كانت عند علي بن أبي طالب، فذهب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما نطق من هيبة الموقف، فسأله رسول الله -عندما رأى عليًّا صامتًا- إنْ كان يريد خطبة فاطمة، فأجاب بالقبول، فوافق على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان صداقها درع من حديد، وما رُوى في ذلك: "خَطَبتُ فاطِمةَ، فقال رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وهل عِندَكَ شَيءٌ؟ قُلتُ: لا. قال: فأين دِرعُكَ الحُطَميَّةُ التي كُنتُ أعطَيتُكَ يَومَ كذا وكذا؟ قُلتُ: عِندي. قال: فأْتِ بها. فأتَيتُ بها، فأنكَحَنيها" فجهّزَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابنته فاطمة -رضي الله عنها- بالقليل من الحاجات،وتزوجها علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في السنة الاولى من الهجرة، وبني بها في السنة الثانية من الهجرة، وكان ذلك بعد معركة بدر. مناقب علي بن أبي طالب ما الفضائل التي عرف بها عليًّ؟ للصحابي الجليل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فضائل كثيرة يصعب ذكرها كلها، وما يأتي ذكر من ذلك الفيض: كان يحب الله تعالى ورسوله، ويحبه الله تعالى ورسوله لما ورد في الأثر الصحيح فييوم خيبر حين قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنه سيعطي الراية لرجل سيكون الفتح على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله. كانت منزلته لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كمنزلة هارون من موسى عليهم السلام. كان قد اختص بقضاء دين الرسول -صلى الله عليه وسلم- بدلًا من رسول الله؛ أنَّ النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْ عَلِيٍّ وَلَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِيٌّ" كان علي بن أبي طالب لا يحب إلا مؤمنًا، ولا يكره إلّا منافقًا، أنَّ النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "والذي فَلَقَ الحَبَّةَ، وبَرَأَ النَّسَمَةَ، إنَّه لَعَهْدُ النبيِّ الأُمِّيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إلَيَّ: أنْ لا يُحِبَّنِي إلَّا مُؤْمِنٌ، ولا يُبْغِضَنِي إلَّا مُنافِقٌ" كان أحد العشرة المبشرين بالجنة. كان شديد التواضع، سُأل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- من محمد بن الحنفية -ابنه- أيُّ الناس خيْر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجاب بـ أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- ثم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال له محمد بن الحنفية: ثم أنت، فأجابه -رضي الله عنه- بأنه ما هو إلا رجل من المسلمين.